بدايات التحقيق:
* يقودونك من الزنزانة مغمم العينين، مكبل اليدين.. محاطا بجنود أو شرطة، يدفعونك ويجرونك بهمجية.
* قد يمررونك خصيصا في مناطق تسمع فيها أصوات عذاب وألم وضرب.
* من حقك أن تأكل وتشرب وتستعمل المرافق الصحية، ولكن هذه الحقوق ليست مضمونة أبدا، فيمنعونك عنها، ويستعملونها للضغط عليك ولمضايقتك، وعليك أن تصمد .
* لا تخف من زنزانتك فهي بر الأمان المرحلي لك. وفيها ستعزل عن العالم وعن الأخبار. وقد يسمعونك هم بعض الأخبار التي يريدونها، إياك أن تصدق أنك أصبحت وحيدا، بل عليك أن تتذكر دائما أن رفاقك في الخارج لا ينسونك، وأن الثورة مستمرة، وأن أهلك ورفاقك يعتمدون على صمودك، ويفعلون المستحيل لإنقاذك..
* ثم تبدأ مراحل التحقيق: إنسان ذو قضية، مناضل عقائدي وحيد صلب عنيد، معزول لا يملك سلاحا إلا ايمانه بأن مصير شعبه وأهله وقضيته يعتمد على قدرة احتماله وصموده، وهذا هو أنت، في مواجهة موظف ينتظر راتبه في نهاية الشهر، غالبا ما يكون بلا عقيدة أو مبدأ، يستمد قوته من جدران قلعته، ومن أسلحة آلاف الجنود الذين يحيطون به، دون أن يكون لهم أي شأن معك، ومن صلاحيات محددة له لا يستطيع تجاوزها، وهذا: هو المحقق. والمكان: أقبية التحقيق..
التحقيق والمحققون:
* الامتناع عن كتابة الافادة بداية التمرد والتحدي.
* كل المعلومات مهما صغرت أو بدت لك تافهة، تكون هامة بالنسبة للمحقق.
* تذكر أن للتحقيق نهاية مهما طال، وأنه سيصبح ذكريات، فاجعله ينتهي دون اعتراف ودون استسلام.
* في أول لقاء، يكون المحقق قد جمع عنك بعض المعلومات، وهذا لا يعني انه يعرف كل شيء، لكنه يحاول أن يوحي بذلك خلال التحقيق. إنه لا يستطيع معرفة وضعك النفسي، لكنه يحاول أن يفهمه من تصرفاتك وردود فعلك. إنه لا يعرفك، ومن أهدافه الحقيقية، التعرف على شخصيتك لفهمها، وهو بحاجة لهذه المعرفة لبناء خططه لمهاجمتك وتفسيخ ثقتك بنفسك لتوصيلك الى الطاعة والتعاون. إنه لا يعرف ان كنت ستصمد أو تنهار، فاخلق عنده فكرة صمودك وصلابتك من البداية، ولا تقدم له ما يفيد خططه.
* لا تنس أن رجل التحقيق موظف بأجر، ويعتبر التحقيق معك عملا روتينيا، وقوته نابعة من صلاحياته لا من شخصيته. بينما تمثل أنت القطب المقابل، وقوتك ناتجة عن ايمانك بقضيتك، كما إنك مناضل لا مأجور، لهذا كن أقوى لأنك فعلا أقوى.
* تأكد أن الصراع بينك وبين المحقق لا يحسم الا في نهاية التحقيق، وحسمه يعتمد على صلابتك، ونجاح المحقق يعني سيطرته عليك وعلى شعبك وأرضك.
* تذكر دائما أن المحقق لا يمكن أن يكون صديقا، ولا رؤوفا بك، فهو وحش وعدو، لكنه قادر بحكم صلاحياته، أن يبدل لونه وأسلوبه.
* لا تقاطع المحقق أبدا خلال التحقيق، فهو لا يعنيك.
* مبدأ هام: الأغبياء فقط يصدقون المحققين
محمد نصار