مكان الولاده حاجز
في تلك الليلة الهادئة الصامتة من كل الكلمات حين قدم الى هذا العالم ذالك الطفل.. كانت هذه الليلة ماطرة وكانت حبات المطر تنزل بشكل خيوط لغزارة الأمطار كنت لا أزال أجلس خلف التلفاز حيث كان هناك تقرير عن غزارة الأمطار وما أدت إليه من فيضانات ،وفجأةً طرق بابنا فذهبت اليه مسرعا وقلت من هناك ؟؟ فأجابني انا ( جاركم ) وفتحت له الباب ، وطلب مني مباشره ان اتصل له على الاسعاف فلم اتردد لاسأله عن السبب وطلبت له الاسعاف فأجابوني بأنهم لن يتأخرو فطلبت منه الدخول حتى تصل الاسعاف ،وأنا ذهبت لاحضار القهوه وجلسنا نتبادل الحديث حيث هو كان لا يزال (مجبور اليد) فراح يخبرني بعد سؤالي عن سبب كسر يده ، وكان السبب انه عندما جاأت نتائج التوجيهي كان الخبر بأن اخيه كان قد نجح فراح يوزع الحلوان على الشباب معة في العمل وبعد نصف ساعة جاءت النتيجة الحقيقية بأن اخيه لم يكن من الناجحين فلم يكن على استعداد لسماع هذا الخبر وبالتحديد بعد ان وزع حلوان نجاح اخيه فسقط ارصاً وكسرت يده ، فلم ينهي القصه حتى انه تذكر الاسعاف ، اين هم أين الاسعاف ؟؟
فطلبت الاسعاف مرةً اخرى فأجابوني انهم محجوزين على حاجز البلد فأخبرته بهذا الامر ولم يحتمل ذالك حتى انه راح يشتم الاحتلال والحواجز ،واجبته بأنه لا ينفع التذمر الآن ماذا علينا ان نفعل .
وسألني مباشره عن اخي ، فلم اتردد ،وطلبت اخي على جواله وطلبت منه القدوم الى بيتنا ومعه سيارته لان جارنا يريده ولديه حاله ويريد الذهاب الى المستشفى وأن الاسعاف حجز طاقمها على الحاجز ، فلم يتردد ولم يغب قتره حتى انه حضر وذهبا الى بيت جارنا وانا ذهبت لاكمل متابعة التلفاز وبقيت معه على اتصال حتى انه قطع الاتصال بهم فجأه ، فلم اعطي الموضوع أهميه ، وهذا اخي لم يفت على زواجه اليومين ، وفي الصباح الباكر عاد اخي الى بيتنا وحالته يرثى لها فكنت استعد للذهاب الى الجامعه فذهبت الى المستفى معه وبعد انقضاء نهار من علاجه ، طلبت منه ان يخبرني مالذي حصل معهم ، فضحك قبل ان ينطق بأي حرف ، فما كان مني الا ان استعجب لامره ، وقلت له ما الامر ، وراح يخبرني عن الذي واجهوه على الحاجز تحت برد تلك الليله القارص ، حيث انهم ما ان وصلو الى الحاجز واجههم الجنود ببنادقهم وصراخهم وطلبوا منهم ان يترجلو من السياره ،فحاول هو وجارنا ان يخبروهم بأنهم ذاهبون الى المستشفى لان زوجة جارنا كانت على وشك الولاده فلم يعيروا لهذه المسأله اهميه وانهالو عليهم بالضرب المبرح وتم احتجازهم بما يسمى ( الجوره ) وزوجت جارنا معها امها بقيت تعاني آلام الولاده بالسيارة المواجه للامطار تقف مكانها وكأنها النبتة الخضراء الوحيدة التي تقف وسط الصحراء القاحلة ،وكانت كلما أصدرت صوتا يصخرون بأمها بأن تسكتها والا سوف يضربون زوجها وكان هذا بالغة العربية الفصحى فما كان من الزوجة الا ان تعاني آلام الولاده دون ان تصدر صوتاً حفاظاً على زوجها وعندما اقبل الصباح شارقت الزوجه على الولاده فراحت الام تصرخ بالجنود بأنها بحاجه الى مساعده من طاقم الاسعاف ،فظهر لها احد الجنود من برج المرقبة يشتمها ويطلب منها أن تسكت والا كسر يد زوجها الثانيه وعندما حاولت مره تلو المره قدم جندي الى ابنها وسحبه ووضعه تحت المطر وطلب منها ان تسكت وبقي حتى اوضعت زوجته مولودها ، وعندها كانت السماء تشارك الطفل بكأه فراح يصرخ بالجنود ولم يعد للامر لديه اهميه فقدم اليه احد الجنود ، ونطق له بالعربيه مبروك والحمدلله على سالمة ابنك وزوجتك وطلب من الجميع ان يغادروا المكان وكانت شمس الصباح قد بدأت تتسلل من بين الغيوم الداكنه المحملة بالدموع لتشارك ذالك الطفل بكائه عندما يبكي ،فعادا الى البيت وذهب جارنا الى المستشفى مع الاسعاف التي قدمت لزوجته لانه اصيب بوعكة جراء بقائه تحت المطر لفترةٍ طويله وفي نفس ، وفي اليوم التالي عاد جارنا الى بيته ليطأن على الزوجه والابن الجديد وعندما شاهد طفله راح يضحك ويبكي ، ومن ثم طلب مني الذهاب معه في اليوم التالي بأن نذهب الى وزراة الدخليه للابلاغ عن المولود ، وكان من ضمن الاسئلة التي يطلب منه بأن يجيب عليها ، اين مكان الولاده؟؟
فضحك وضحك جداً فسألته ما المضحك ؟
فأجابني الدنيا تطلب منك تحزن وتضحي وان تضحك بنفس الوقت
فطلبن منه الموظفه بأن يجيب على السؤال
فضحك ضحكته الهادئه وقال ، مكان الولاده حاجز ...........