الشـبـاب والسـيـاســــة
مع تطور الحياة المدنية، وتعاظم دور السلطة والسياسة في الحياة الاجتماعية والفردية، ازداد ارتباط المصير الفردي والاجتماعي بالسلطة والدولة.
فالدولة هي التي تتولى مهمة التربية والتعليم، والمسؤولة عن الأمن والنظام، التي تدير شؤون الاقتصاد والمال، وهي الجهة المعنية بتقديم الخدمات، التي تقرر علاقة الشعب بغيره من الشعوب، حرباً أو سلماً، صداقة أو عداء، تعاوناً أو مقاطعة.
وهكذا فإن مصير الفرد والجماعة، أصبح مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالدولة، والعلاقة بالدولة تعني العلاقة بالسياسة والحياة السياسية، وبذلك صارت السياسة، والحياة السياسية، جزءاً هاماً من حياة الفرد، ومن حقه أن يهتم بمسألة السياسة والدولة، ونوع النظام الذي يحكمه ،لأنّه يقرر مصيره، ويتدخل في كل شأن من شؤون حياته، بل وآخرته. لذا فإن السياسة والعمل السياسي، مسؤولية جماعية، يُخاطب بها المجتمع بأسره. والسياسة هي رعاية شؤون المجتمع، وأبرز أمر من أُموره التي يجب أن يهتم بها الفرد والجماعات المنظَّمة، وغير المنظمة.
وصراع الشعوب والاُمم ضد الحكومات والأنظمة المستبدة ، صراع دام. ولم يزل استبداد السلطة ،هو المشكلة الكبرى أمام ارادة الانسان الحرَة وسعادتها وتقدمها، وعيشها بسلام ورفاه، مما دعا الشعوب الى الكفاح ضد الانظمة الجائرة، والعمل السياسي، لتحرر نفسها، لتحقيق المستوى اللائق من العيش، المساهمة في تقرير مصيرها، وطبيعة النظام الذي يسير حياتها.
وفي طليعة المهتمين بالعمل السياسي والحياة السياسية هم الشباب، ذلك لأسباب عديدة أهمها:
1 ـ إن الشباب يحمل طاقة جسدية ونفسية، تؤهله للصراع والتحدي، أكثر من غيره، لذا يكون مهيأً لمواجهة الاستبداد والاحتلال، والظلم السياسي.
2 ـ إن العمل السياسي، يستلزم العمل ضمن الجماعات السياسية، والشباب في هذه المرحلة يبحثون عن التعبير عن النزعة الجماعية فيهم، والانتظام مع الجماعة، فيدفعهم نحو العمل السياسي دافع غريزي، بالاضافة الى القناعة الفكرية.
3 ـ في مرحلة الشباب يتجه الانسان الى التجديد والتغيير، لاسيما وأن ظروف الحياة المدنية تتطور بسرعة هائلة في مجال التقنية والعلوم، والاستخدام العلمي، فينخرط الشباب في العمل السياسي، رغبة في التغيير والإصلاح، والالتحاق بمظاهر التقدم والرقي المدني.
4 ـ في مرحلة الشباب يكون الطموح في احتلال دور اجتماعي، والتعبير عن الارادة بدرجة عالية، مما يدفع الشباب الى الانضمام للحركات، والتيارات السياسية، لاحتلال موقع اجتماعي، ودور مرموق في المجتمع.
وهناك تباين بين الشباب الطلبة وغير الطلبة، وخاصة فيما يتعلق بالاهتمامات السياسية، والآراء والايديولوجيات ،خاصة وأن طلاب الجامعات أكثر اهتماماً وتأثراً بالقضايا السياسية والايديولوجية من غيرهم من الشباب، وباقي أفراد المجتمع