الحملة الفلسطينية للمقاطعة الاكاديمية الاسرائيلية ..

تشهد الأراضي الفلسطينية هذه الأيام حملة إعلامية وإعلانية غير مسبوقة في ضخامتها وبذخها، تحضيراً لمهرجان أريحا الذي يعقد تحت شعار "صوت الملايين لإنهاء الصراع" (بالعبرية والإنجليزية)، وتحت شعار مختلف باللغة العربية هو" صوت الملايين لإنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال".



كما ويجري جمع تواقيع المواطنين، والهدف جمع مليون توقيع على استفتاء شعبي من عشرة أسئلة. ونحن إذ ندرك أن الشعب الفلسطيني بأسره يريد إنهاء الاحتلال، فإننا من موقع الحرص على كشف الحقيقة بما لا يسمح بتزوير الموقف الشعبي ، وحتى يكون أي استفتاء حقيقياً، نلخص فيما يلي باللغة العربية أسئلة الاستفتاء الواردة باللغة الإنجليزية على موقع منظمي المهرجان الالكتروني، والتي يريد القائمون على الحملة جمع التواقيع عليها أثناء الدخول للحفل الغنائي.



السؤال الأول: دولتان-هل تؤيدون اعتبار إسرائيل "دولة للشعب اليهودي" ( لاحظوا للشعب اليهودي وليس الاسرائيلي أو للشعب في إسرائيل وهذا يعني أن مليون ونصف مليون فلسطيني داخل إسرائيل لا حقوق لهم).



السؤال الثاني: الحدود-هل تؤيدون اعتبار حدود عام 1967 كأساس لاتفاق فلسطيني إسرائيلي؟. (كأساس وليس الانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967).



السؤال الثالث: المستعمرات-هل تؤيدون إبقاء الكتل الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967؟. (أي هل تؤيدون إبقاء مستعمرات أرئيل وغوش عتصيون وأفرات ومستعمرات الأغوار وست عشرة مستعمرة على أراضي القدس)؟.



السؤال الرابع: إنهاء الاحتلال والإرهاب- هل تؤيدون إنهاء كل أشكال الإرهاب والعنف في الجانبين؟. (هذا المنطق يساوي الجلاد بالضحية، والمحتل بالمحتلة أرضه).



السؤال الخامس: الأمن- هل تؤيدون دولة فلسطينية منزوعة السلاح لفترة متفق عليها، وتشكيل قوة أمن فلسطينية قوية؟. (أي هل تريدون قوة أمنية لحماية أمن إسرائيل)؟.



السؤال السادس: القدس-هل تؤيدون بقاء مناطق يهودية في القدس الشرقية تحت السيادة الإسرائيلية؟. (وماذا عن كل الأملاك الفلسطينية في القدس الغربية)؟.



السؤال السابع: الأماكن المقدسة-هل تؤيدون أن تحترم كلتا الدولتين حرية العبادة لجميع الأديان.

السؤال الثامن: اللاجئون- هل تؤيدون أن يتضمن أي حل حلاً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين؟. (حل دون ملامح وأسس واضحة ومع تغييب لأسس الشرعية الدولية وخاصة قرار 194 ودون تحميل إسرائيل لأية مسؤولية)



السؤال التاسع: التعليم والمصالحة-هل تؤيدون أن يكون التعليم ضد التحريض والإرهاب والكراهية والخوف والعنصرية جزءاً مكوناً وملزماً من أي اتفاقية دائمة؟.



السؤال العاشر: إنهاء النزاع- هل تؤيدون إنهاء النزاع وإنهاء الإدعاءات المتبادلة؟. (أي هل تؤيدون إسقاطاً أبدياً لحقوقكم، أي أن تحرموا الأجيال المقبلة من المطالبة بها)؟.



إن إجابتنا على معظم الأسئلة هي (لا) كبيرة.



إننا في الوقت الذي ندعو فيه إلى حل تفاوضي على أساس مبدأ دولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي التي إحتلت عام1967 ، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194كما أكدت عليه المبادرة العربية للسلام ندعو أهلنا وشعبنا ونشطاء الحركة السياسية والإجتماعية ومؤسسات العمل المدني إلى إبداء اليقظة إزاء ما يقدم لهم من عرائض ومذكرات وأن لا يُخدعوا بالشعارات كأن يوقعوا دون تدقيق على مذكرة ملتبسة وهم يهمون بالدخول إلى مهرجان غنائي تمت الدعوة له في أريحا في الأسبوع القادم.



كما أننا نطالب "القيادة الفلسطينية وبالأخص سيادة الرئيس أبو مازن اللذين استخدم أسماهما للإدعاء بأنهما باركا هذا المهرجان (كما ورد في الإعلانات)، أن يعلنا موقفهما الواضح، وأن لا يسمحا بالزج بأسمائهما بهذه الطريقة، خاصة ونحن مقبلون على مؤتمر الخريف.

إن الإعلان الزائف والمتهور عن جمع مليون أو حتى مئة ألف توقيع على استفتاء كهذا،هو بلا شك إضعاف للموقف الفلسطيني، ويفتح أبواب الضغوط على مصراعيها في مفاوضات ترفع حكومة الاحتلال شعاراً لها "لا للعودة إلى حدود عام 1967 والقدس بمستوطناتها عاصمة إسرائيل الموحدة ، ولا عودة حتى ولو للاجئ واحد".