هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فادي فرج
تقدمي فعال
تقدمي  فعال
فادي فرج


ذكر
عدد الرسائل : 94
العمر : 34
الموقع : منظمة الشهيد (يامن فرج)
تاريخ التسجيل : 23/09/2007

شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع Empty
مُساهمةموضوع: شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع   شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع Emptyالخميس أكتوبر 25, 2007 5:28 pm

شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع

في زيارة لإحدى اللجان إلى دار المسنّين, استقبلهم القائمون عليها وقد هيأوا للعيد أدواته, فقد نشروا الزينة على جدران ذات لون فضيّ داكن, مقشّرة عن زُرقةٍ أقرب للكُحليّ , يتخلّلها ضوء النهار الآتي من بين أوراق الأشجار الكثيفة. واستعانوا لإضاءتها بمصباح أبيض لغرفة كبيرة,عمرها أكبر من المعمّرين, تحت سقفها المرتفع, والمدعّم بجسور حديديّة يعلوها الصدأ.

في البهو اجتمع تسعة رجال مسنيّن حول طاولة احتوت الكعك المحلى, والعصائر, وحلوى اللوز ,وقد ارتدى كلّ منهم أحدث (بيجاماته), وأغلبها يعود لسنوات مضت.
في الأجواء موسيقى تصدر من مسجّل عتيق يُكمل الصورة بتناغمٍ مع محيطه.

اقترب أحد الأعضاء, من العمّ (صابر) على كرسيّه وبادره:"كل عام وأنت بخير يا عم", ففاجأه بغمرةٍ أقوى من أن تصدر من جسم أنهكته التجارب الثمانينيّة, وقد فاضت عيناه,وطوّقت يداه رقبة محدّثه, وكأنّما وقع على فلذة كبده بعد فراق ألف عام , وهو يردّد بصوت متهدّج:
"وأنت بخير يا ولدي.. وأنت بخير"

تكرّر الأمر مع باقي أعضاء اللجنة الذين قدموا هدايا رمزيّة, وقد تخضّب وجه العمّ (صابر) الأبيض بحُمرة الانفعال, مردّداً ذات العبارة المرطّبة بدمعٍ اعتاد طريقه..
لم يسألوا الموظّف المسؤول عن قصّته...فقد روتها تلك الدموع بتفاصيل أكثر من الكلام.

عندما اقتربوا من آخر , وكما فعل مع مَن قبلهم...طفق يشرح لهم, أنّه كان مديراً عاماً لمؤسّسة كبرى... ويعرف ستّ لغات...والتحق بدورات في عدة دول أجنبيّة. ولسان حاله يقول:
"لقد كنت مهمّاً ذات يوم".

وثالث أطرق يفكّر غير عابيء بما يدور حوله, وكأنّه بأجواء فرحٍ طفوليّ , حلّ في غير مكانه, على شخص لم يكن الاحتفال مدرجاً على قاموس حياته.

وآخر يلتهم الحلوى بعد حرمان بحجّة الحِمية. وزميلاه يتفقدان الهديّة المتواضعة باهتمام. وقد صرّح أحدهما , أنها المرة الأولى في حياته, التي يتلقى فيها هديّة من أحد.

في إحدى الزوايا, ما زال شيخ يهزّ رأسه مُطرقاً بصيغة ندم, وكأنه يعُضّ على ذكريات لا يريد لها بوحاً, وبدا كمن يرى في مآله قصاصاً عادلاً فيما قدّمت يداه.

غادرت اللجنة دار المسنّين, وقد سجلت (كاميرا) ذاكراتهم صوراً لن تمحوها أشعة الشمس, ولا تقادم السنين بل تزيدها وضوحاً وجلاء, بمختبر التجارب المتراكمة.

عندما عادوا في العام اللاحق, كان كرسيّ العم (صابر) فارغاً, ينتظر معمّراً آخر, ليذرف فوقه دموعاً أخرى, تروي حكاياتٍ بدون كلام.
منقول
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجرد انسان
تقدمي نشيط جدا
تقدمي نشيط جدا
مجرد انسان


انثى
عدد الرسائل : 208
الموقع : بيت فوريك
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق بحمد الله
تاريخ التسجيل : 16/10/2007

شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع   شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2007 3:33 pm

لا تعليق



ولكن

سبحان الله العظيم


يعطيك العافية رفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فادي فرج
تقدمي فعال
تقدمي  فعال
فادي فرج


ذكر
عدد الرسائل : 94
العمر : 34
الموقع : منظمة الشهيد (يامن فرج)
تاريخ التسجيل : 23/09/2007

شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع Empty
مُساهمةموضوع: رد: شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع   شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع Emptyالجمعة نوفمبر 02, 2007 6:25 pm

مجرد انسان مشكوره على مرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شيخٌ.. وكرسيّ ٌ.. ودموع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الثقافي :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: