مرحبا يا سادتي العظماء ...........
لأني لا أثق بالأسماء ولأني اعتدت أن أخاطب الإنسان لا الاسم ولأني لا اعتبركم مجرد أسماء ولاني لا أحب الكذب وهو مطلوب حين تكون كفاح أو محمد أو ............ لذلك جميعه أحببت أن أكون كما الأصيلة أخاطب ضمائركم بدون رياء و اجعل شخصي و ليس اسمي يتكلم
أما الآن وقد أصبحت مجرد إنسان لا اسم لي يخافكم أقول :
اذكر أيها السادة , اذكر يا أصيلة وأخصك بالذكر لأني أعرفك جيدا .... نعم .... اعرف شخصك المليء بالتجارب المفيدة الحزينة واعرف بعضها التي كانت كافية بالنسبة لي كي احدد ماهيتك . اذكر عندما كنت في الثالثة عشر من العمر ذلك الشيخ الأحدب ذا الوجه المجعد و اللحية الكثة كلحية أبي الدكتاتور حينما مرر يده الخشنة فوق شعري الأشقر بحنان _ نعم ...... اذكر أن شعري كان أشقر _ثم قال مخاطبا أبي بعد أن ذكر اسم الله علي :
_ ابنك سليم لكن المشكلة في الشيء الآخر .
_ ماذا....ماذا قلت أي شيء آخر تتكلم عنه .
_ لا....لا شيء . اسمع يا بني : استعذ بالله . نعم استعذ بالله ........ هذا سيفيدك .
_ حاضر .
قلتها.لكنني لم اعرف لمن نطقتها , للشيخ أم لأبي الذي رفس الباب كانسان لم ينل ما أراد , و خرج وهو يتمتم :
_ نعم استعذ بالله يا بني .... هذا سيفيدك .
قالها بلهجة رجل خاب أمله بابنه العاق .
وعندما وضع رجله على آخر درج الحاج كامل المدلل _ اسم مضحك أليس كذلك .... كيف له أن يكون حاجا ومدللا في آن واحد .... لكنه جميل _ كان صمته المسموع قد بدا بقرع طبوله داخل جمجمتي الصغيرة فأخذت أخمن بما يجول داخل رأسه الأقرع .
وبعد أن مشينا قرابة المائة خطوة رفعت يدي التي كسرها لي بعد ذلك ووجهت كلامي لوجهه الشاحب بجرأة لم تكن من ميزاتي في يوم من الأيام :
_ اسمع .... لا يهم ... إنني اسب ربنا وربي قبل سنة من الآن ولم يحدث شيء , فلماذا أنت قلق .
_ ماذا ..... ماذا تقصد بربك أيها الأبله .... تقصدني أليس كذلك .
_ لا ..... اقسم باني لم أعنيك .
وجحظني بعينيه التي أشبه ما تكون بعيني , نعم انه يشبهني يا سادة .... شخص اسمه أبي كنت اكرهه والآن أحبه , فقط لأنه أبي نعم فقط لذلك .
دعوني أحدثكم عن قصة الشيء الآخر :
في يوم ما جميعنا سنتزوج وبعد ذلك بيوم أو يومان أو... .... لايهم المهم أنها ستحبل ويكون الطفل وتبدأ حينها مشكلة الشيء الآخر . حينها سيتكاتف كل من حوله كبحارة على شاطئ غزة يحاولون رفع شراع الحياة وحينما يفشلون أظنهم سيقولون بشيء من الحيرة : لم تساعدنا الرياح ... نعم , لقد كان الشراع ثقيل ..... أثقل من أن يحمل دون مساعدة الرياح .
هذا ما كنت أفكر فيه بعد أن نطقت ما ندمت عليه لاحقا . وما كان لخيالي أن يقطع في منتصف الطريق , إلا بعد أن اخذ الذي أجبرت على طاعته لأنه أبي واجبرعلى رعايتي لأنني ابنه بضربي بعصاه الغليظة كوسطه الثخين. و بعقل ولد لم يتجاوز الثالثة عشر من العمر أخذت أصيح بكل ما املك من صوت أرهقه الزمن قبل أن يدخل معترك الحياة :
_ ليس بيدي .... انه الشيء الآخر .... نعم هو من أرغمني على سبكم جميعا .
انه الشيء الآخر.......الشيء الآخر .........................