رشـــفة قــهوة ..احــــلام اليقـظــة

انا لا استمتع كثيرا بفصل الشتاءولكني اجعل منه شهراً جميلاًمحاولةًًًً اقناع كبرياء نفسيانه شهرا فيه من الجمالما يضاهي فصل الربيعاو الصيف او حتى الخريف..

لا اعرف لماذا ..

ولكن انا هكذا ونفسي صورة تجمع بين الاسود والابيض ولا تحتوي الرمادي’’وتجمع الوان الطيف كاملاً ,,كما الخيل’’الجموح اصفها ,لاترضى بالقليل المعتاد,,ليس طمعا ابدا....... ولكن لانني عودتها على الأكثر من الرائع’’’ولمـ تعرف المعتاد,,,ليس تكبراً ابدا’’’ولكن إعلاء لشئنها فقط.وهذا لا يلغي انها عاليه,,

أقـف خلف نافذتي اشاهد حبات المطر وهي تدق نافذتي طالبةً الدخول ..

اقف وعلامات الرفض تعلوا وجهيممسكتاً فنجان قهوه ...لا ادري ان كانت عربيه(استيراد)

ام عربيه محليه الذي اعرفه انها ليست اسرائيليه

حلاوة خفيفه مثلـما احلمـ بيومي القادمـ..

وطعمـ المرار القوي المتأصل كما هي حياتنا (وليست حياتي)

واجد,,,,واجد...اجد صيفي الغائب,,وشمسي التي تخفيها الغيوم السوداء المثقله بحبات المطر تلك التي دقت نافذتي,,بشده لدرجة ان يدي بدأت تمتد الي القفل لافتح لها ..كنت اريدها ان تلمس وجنتي المحمرتان من دفء جسمي ببخار القهوه..اريدها ان تجلد وجهي بشده ..وافتح فمي لاتذوق طعمها,,,فضولي امسك بيدي وجعلها تفتح القفل ببطىء ..لا ارادياً وجدت قطرات المطر على رمشي الملتف بحنيه تحت حاجبي ....ارتشفت القهوه ..ووجدت فصل الربيع كاملاً ..بزهوره..ولونه الاخضر المزرق,,وفراشة اراها ..على نبتتي الممتده امام نافذتي..تلك التي كنت اسقيها كل يوم..في الصيف,,واترك المهمه هذه في فصل الشتاء لتك القطرات الخفيفه التي تنهمر برقه..ثمـ تسقط على ساقها العاري..وتشق طريقها من بدايه عنقها ..الى تربتها البنيه الرطبة.

بعد ان غسلت تلك القطرات النديه وجهي ,,

احسست بدمع اسود يشق طريقه على وجنتي .

مددت يدي لالمسه لانه لم يكن بادراً كقطرات المطر انه دافىء جعل جسدي يرتجف..واطفء حرارة وجنتي المحمرتان,,

لوثت به اناملي .. قبل ان تصل الى شفتاي فانا لا اريد ان اتذوق طعماً بعد طعم تلك القطرات الجريئه..ونظرت الى يداي الدافئتان انه اسود,,كالسواد في ليله يتيمه,,اجد فيها السماء صافيه,,ولكن لااجد القمر ..ابحث عنه احركـ راسي يميناً وشمالا..ابعث بنظرات باحثه حائره,تتسأل ..اين انت.؟ كنت اناجيكـ في الليالي الصيفيه..؟المـ تشتاق لزيارتي,,نتبادل اطراف الحديث معاً

كطفلان يتحدثان بامور بريئهويطرحان اساله لا اجابات لها,.اساله غبيه,

كعاشقان يتحدثان بامور العشق ويشكوانالبعد والفرقه..يخجلان تاره,,يخيمـ الصمت في ارجاء الشرفهاصمت انا..وتصمت اشعته الفضيه..

اخجل من مناداته,,يتردد عندما يرى صمت شفتاي المرتجفتان,,

كصديقان يشكوان هموم الايام لبعضيمسحان ايامـ مضت سيئه,,وثمـ يمسكان فرشاه التلوين ليرسما لوحه فنيه عن ليليه قمريه صيفيه.

ترجع نظراتي الي هذا العالم البارد ,فوجدت القهوه قد بردت فتناولترشفه كبيره,,محاوله ملاحقه ما تبقى من القهوه قبل ان تصبح بارده جدا.

فما شربي للقهوه سوى لجعل حرارتها تمر عبر شرايني علها تترك شيئا من الدفئ في جسدي ...

ولمـ اشرب القهوه لان صداعاً قد شب كالحريق في راسي التعب المرهق

ولاول مره ادركـ ان العقل يتعب من التفكير,,كان لي ماحضر(دكتور) في الجامعه يقول لنا في كل محاضرة لاتتركوا عقلكمـ من غير تفكير..لاتجعلوه يغفوا ايقظوه دوماً

ولمـ يقل لي ان الارهاق سيصيبه ان بقي مستيقظاً يفكر بالمنطق

واللا منطق..لمـ يقل لي انه كالضمير اذا لمـ يغفوا ويريح صاحبه,,يجعل صاحبه يسلك طريق ..........اللا عوده..............

ولمـ اشرب القهوه ..ظناً انها كحول تنسيني ما اتمنى ان انسى

وللابد,,ان انسى ان لي اخوه في الشتات..ان لي اخوه في المعتقلات,

وانني بلا منزل ,,وان وطني مسلوب...وقضيتنا مغتصبه..

سيوجه لي الكثيرون النقد..لماذا تريدين ان تنسي شهدائكمـ او اسراكمـ

او حتى منفاكمـ..ليس هروب ,,ولا انسكار وحتى انهزامـانه مجرد تعب وقتي وسيزول,,ولان قضيتنا واسرانا وشهدائنا ومنفانا

ليسوا بالدماغ,,انهمـ بالقهوه التي ارتشفها بلهفه,,انهمـ بدقائق الهواء التي اتنفسه,,انهمـ بين حروفي التي انطقها ..انهمـ في القلب يسكنون.....*****.....****.....*****....

وكما كان بالقهوه حلاوه ومرار..كان يجب ان يكون بالانتفاضه يوم مر ويوم أ مر,,وان كان المرار يطغى,,فسيشتعل جسد فلسطين من حرارة القهوة.

بالقريب العاجل..

فهــل وصلت رسالتي؟؟!!