كفاح المزيف

موضوع: كفاح المزيف الخميس ديسمبر 27, 2007 6:49 pm

كفاح المزيف

كيف يمكن لصبي في الخامسة عشر من العمر أن يكتشف انه يمارس لعبة الاحتيال على الذات ؟؟ وحتى لو اكتشف ذلك , كيف يمكن له أن يكتشف مخاطرها ؟؟؟...

صبي لم تطح به حادثة ما من عالمه البسيط إلى عالم أكثر تعقيدا مما يعيشه .

ذلك كان أنا .

صبي في مقتبل عمره جذبته شخصية أخاه حتى الثمالة وحينما ارتوى منها كان من الصعب عليه أن يفلت . خصوصا أن نظرات الناس وألسنتهم أخذت تعاملهما بتساوي إلى حد ما .

وذلك الحد لم يعجبني يوما أو انه أعجبني في البداية حينما كنت صغيرا على أن افهم تلك اللعبة . أما الآن وقد أطاحت بي هذه التجربة فاني الجأ لشخصي الأصلي تاركا ورائي صورتي المزيفة .

أن تنظر في أعين من تحبهم فتجد نظرات إعجاب موجهة لأخيك تمر من خلالك . ذلك ما جعلني أقول حينما سألتني أختي المجنونة _لا .. ليست مجنونة ... كان ذلك اسم أطلقته عليها داخل عقلي المشقلب _ عن مدى إعجابي بشخص كفاح .

_ إنني اكره كفاح .... اكرهه بشدة .

_ ماذا ؟؟؟؟؟.... تكره أخيك الشهيد ... لماذا ؟؟؟

_ أتعرفين ... حينما انظر إلى صورته الموجودة في عقلي ... في عقلك ... في أعينكم .... على الجدران ... في كل مكان . ينتابني شيء أشبه ما يكون بنكران الذات .

اذكر حينما كنت تتحدثين مع أبي بفخر عن كفاح أنني استأذنت بحجة شعوري بالنعاس فذهبت إلى غرفتي الفقيرة وشتمت نفسي بعد أن أخذت بمقارنة شخصي بشخصه فوجدت أني لا شيء ... نعم لا شيء .

فكيف يمكن أن يقارن إنسان مثلي يمضغ ذله دون حراك مع كل لقمة خبز يلوكها كنعجة دون أن يثور على ذل يطوقه كما يطوق العقد نحر فتاة جامحة .

كيف يمكن أن أقارن مع شاب مضى حياته يرفض ذلك الذل و يزرع في الأرض جنتنا الخصبة حتى استشهد بطريقة جعلت من حوله يطلق عليه بطل أسطوري لكني رفضت إلا أن اسميه بطل حقيقي .

_ اسمعي . سأروي لك قصة :

حينما كنت في الثامنة عشر من العمر أحبتني فتاة جامحة . جميلة إلى حد ما . لكنها مجرد أنثى .

اذكر أني كنت أتظاهر بعدم الاكتراث لأمرها . وأنا أتقن ذلك حينما أريد .واذكر أيضا أني لم أحبها قط .لكن شيء ما جعلني أحب تلك اللعبة (فتاة معجبة تحاول أن تلفت انتباهك دون تجاوب ) .

ولم افهم لما كنت معجب بها مع أني لا أحبها .

لكني ألان افهم . جميعنا بحاجة لمن يشعرنا أننا مهمين و جذابين حتى لو تظاهرنا عكس ذلك ... وجميعنا نملك عقدة نقص نبذل ما في وسعنا من جهد للنيل منها مع أول فرصة سانحة .

وهذه كانت قصتي مع أخي كفاح : أبين لكم أني غير مكترث بذلك التشابه الذي يربطني به وأحاول الإفلات منه لكني معجب بهذا التقارب واطلبه بشدة . كفراشة تحوم حول نارها المحبوبة متجاهلة مخاطر تلك اللعبة .

وها أنا ذا فقدت شخصي أو كدت .فكأني متعلق بحبال رثة حتما ستقطع بي في منتصف الطريق أو أني سأبقى معلق بها وأنا احتضنها بين ذراعي كعذراء تحاول الخلاص من بين يدي فحل اغتصبها عنوة تاركا قدماي تلعبان في الهواء . موجها ناظري إلى عقدة ما أخذت تحل نفسها دون اكتراث بمن روحه تقف على مدى متانتها.

وها هي ذا تفقد أغلى ما لديها .... ها هي تسقط في نارها المقدسة ... تلتصق بالشمع المذاب فيجرها إلى أدنى ما يستطيع .

مشكور يا رفيق على هاي الموضوع الرائع

أنا بصراحه تأثرت في اخره وتمعنت فيه كامن
مشكور يا رفيق كمان مره
تحياتي

مشكور رفيق