خلق الله تعالى الانسان وجعل حياته محدده وتنتهي بموته فعمره قصير وان طال لانه سنوات محدوده وقد جعل الله تهالى هذا العمر للانسان موضع اختبار وابتلاء يثبت فيه حسن العلاقه مع ربه وبعد ذلك ينتهي الى مصيره فما مصير الانسان بعد هذه الحياه الدنيا؟.
اولا : "الموت" من سنن الله تعالى التي لا تتخلف ابدا ان جعل الموت نهايه لكل حي والموت هو انتهاء اجل الانسان او المخلوق الحي وذلك بخروج روحه وتوقف القلب والدماغ والتنفس وسائر الاعضاء --فيصبح الكائن الحي فاقد القدره على اداء وظائفه والله تعالى جعل الموت نهايه لفتره الحياه الدنيا التي هي دار التكليف والابتلاء للانسان وقد كتبه على الكائنات الحيه فلا ينجو منه احد قال تعالى (كل نفس ذائقه الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامه ).
والموت لا يقع الا في وقته فلا يملك احد ان يفر منه او يغير موعده قال تعالى (فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعه ولا يستقدمون )
وقد اخفى الله تعالى عن الانسان اجله ومكان موته وسببه الظاهر رحمه به اذ لو علم ذلك لقعد عن العمل واصابه الاحباط والياس وقد اختص الله تعالى نفسه بعلم ذلك كله قال تعالى(وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري باي ارض تموت ان الله عليم خبير )
والموت يمثل للانسان مرحله بين الحياتين الدنيا والاخره وتسمى هذه المرحله الحياه البرزخيه ويتعرض الميت في هذه الحياه للسؤال كما يتعرض للثواب والعقاب سواء ادفن في قبر ام لم يدفن .
ثانيا: "الحياه الاخره " يستمر وجود الانسان في قبره الى ما شاء الله تعالى حتى يبعث الله تعالى الناس من قبورهم يوم القيامه قال تعالى (قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم الى يوم القيامه لا ريب فيه ولكن اكثر الناس لا يعلمون ).
ثالثا: "بدايه اليوم الاخر " يبدا اليوم الاخر باحداث مذهله تحدث للكون فتنشق السماء وتتناثر النجوم والكواكب وتتفتت الارض وفي ذلك اليوم ينفخ الملك في الصور النفخه الاولى فيصعق من في السماوات والارض الا ما شاء الله قال تعالى (فاذا نفخ في الصور نفخه واحده * وحملت الارض والجبال فدكتا دكه واحده * فيومئذ وقعت الواقعه * وانشقت السماء فهي يومئذ واهيه).
رابعا : "النفخه الثانيه في الصور "وبعد ان يصعق من في السماوات والارض يامر الله تعالى الملك فينفخ النفخه الثانيه في البوق فتعود الحياه الى الاموات وهذا يوم البعث يوم اعاده الانسان روحا وجسدا في الحياه الدنيا قال تعالى (ونفخ في الصوؤ فصعق من في السماوات ومن في الارض الا ما شاء الله ثم نفخ فيه اخؤى فاذا هم قيام ينظرون ).
وبعد ان يبعث الناس ويخرجوا من قبورهم يحشرون في ساحه واحده تدعى : (عرصات القيامه ) لا يعلم سعتها ومكانها الا الله انتظارا للقضاء بينهم على ما قدموه في حياتهم الدنيا من خير او شر قال تعالى (يوم تشقق الارض عنهم سراعا ذلك علينا يسير ).
خامسا : "جزاء الاعمال " يعرض الناس يوم القيامه على ربهم سبحانه وتعالى ويطلع كل منهم على صحف اعماله التي سجلتها الملائكه فيقرؤونها -- فمنهم اهل الخير والايمان والسعاده الذين ياخذون كتبهم بايمانهم ومنهم اهل الشقاء والتعاسه الذين ياخذون كتبهم بشمائلهم قال تعالى (يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه * فاما من اوتي كتابه بيمينه *فسوف يحاسب حسابا يسيرا *وينقلب الى اهله مسرورا * واما من اوتي كتابه وراء ظهره *فسوف يدعوا ثبورا*ويصلى سعيرا *انه كان في اهله مسرورا *انه ظن ان لن يحور *بلى ان ربه كان به بصيرا ) .
ويحاسب اللهتعالى الانسان عن كل ما فعله في حياته الدنيا ولا تغيب عن الله تعالى صغيره ولا كبيره عملها الانسان فهو يحاسبه عليها ان كانت خيرا فخير وان كانت شرا فشر ولا يستطيع الانسان ان ينكر شيئا من اعماله السيئه فان انكر انطق الله سمعه وبصره وجلده ليشهد عليه قال تعالى (ويوم يحشر اعداء الله الى النار فهم يوزعون * حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ).
سادسا: "الجنه والنار " والناس بعد الحساب صنفان : صنف مؤمن تقي عمل الصالجات في دنياه فنتيجته في الجنه قال تعالى (ان المتقين في مقام امين * في جنات وعيون *يلبسون من سندس واستبرق متقابلين ).
وصنف آخر فاجر عاص كافر فنتيجته في نار جهنم قال تعالى (انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ) .
مع تحياتي ( يوسف حنني )
الثلاثاء يناير 29, 2008 6:22 pm
